نقطة منها يُخلق الإبداع
أهلاً بك!
من أي مكان أنت وبأي حال كنت..
من فترة حسيت نفسي يكون عندي منصة أكتب فيها بأريحية وتسلسل مختلف غير عن منصات التواصل الأخرى؛ واللي يغلب عليها نمط السرعة
وحصلت الفرصة الآن أني أكتب في هذه المدونة..
يمكن كان عندي تصورات مختلفة عن أول تدوينة.. كيف لغتها وايش هو موضوعها وكيف أقدر أعرّف عن نفسي وأبدأ وأنا ما عندي تجربة سابقة ونادرًا ما أقرأ تدوينات أصلاً!
لكني الآن قررت أخوض تجربة مختلفة مع نفسي عشان ما أطيح في حفرة المثالية الزايدة..
أكتب لك الآن على غير عادتي؛ بدون ورقة وقلم على جهاز الكمبيوتر مباشرة، بجانبي كوب قهوتي واللي أعتقد إني بدأت أطفش منها وأفقد متعتي فيها تدريجيًا بس مستحية أعترف حتى بيني وبين نفسي، وفي الخلفية موسيقى تساعدني أدخل في مزاج التدفّق والإبداع..
أختي الصغيرة شاركتني قطعة من كيكة سوتها احتفالاً بعودتها للمدرسة وكتبت عليها "عودًا حميدًا" بعد أن كانت تتذمر عندي لما سألتها كيف حالك اليوم؟
"طفشت من المذاكرة ما أبغا أذاكر!" ضحكت وقلت: لا تذاكري طيب..
وضحكت أكثر على احتفالها برغم كل شيء..
تذكرت نفسي في أحد صباحات هذا الأسبوع؛ لما صحيت بشعورين متناقضين:
"طفشت من الحياة" و"لسى أبغا أكمل"
تأملت في قدرتنا العجيبة على التأقلم..
على التجدد وخلق الحلول أيًا كانت التحديات..
على الجمع ما بين المتناقضات..
على الجمع ما بين النور والظلام،
الترتيب والفوضى،
اليسر والعسر،
التخطيط والتسليم،
على الجمع ما بين "عودًا حميدًا" و "طفشت من المذاكرة"
وفي كل مرة أنتبه لهذا التناقض ألاقي أنه فيه نقطة في المنتصف..
نقطة فيها فراغ..
فيها سعة
فيها رحابة
فيها مساحة
في هذه المساحة يُخلق الجديد..
تخلق شرارة
تخلق فكرة جديدة
شعور جديد
ردة فعل مختلفة
حل إبداعي
"كيكة شوكولاتة"..
نقطة قادرة على أن تعيد اتزاني أيًا كان حالي
نقطة فيها سر من أسرار الحياة
سر أجهله ما أقدر أفسره بالمنطق لكن أقدر أشعر فيه!
وأعتقد كلنا نقدر نشعر فيه..
لكن السؤال كيف أقدر أشوف هذه النقطة؟ كيف أقدر أحمل هذا التناقض بقبول
-ومرات بسخط - وأنتبه لو تطرفت أو علقت في أحد النقيضين؟
كيف ممكن أسمح لهذه النقطة بالتواجد تحت أي ظرف؟
غالبًا، الأسئلة اللي نبدأها "بكيف" تجر معاها إجابات وحلول بتسلسل عقلي، ولكن اسمح لي أشاركك الحاضر معايا الآن من تجربتي..
وأدعوك أيضًا للتأمل في تجاربك الخاصة..
أقدر أشوف هذه النقطة لما أعرف أنها دائمًا موجودة!
لما أتأمل النتائج المترتبة على اختيار أحد النقيضين..
لما أسمح للشعور يمر وأتعامل مع الفكرة بأنها "مجرد فكرة"
لما أنتبه وأختار أفكاري بعناية (مو دائمًا سهل)
لما أفرّغ مساحة بداخلي وحولي
لما أستقي الإلهام والحكمة من تجاربي وأكمل..
فمثلاً لو مشيت مع فكرة "طفشت من الحياة" أقدر أخلق مليون سبب يؤكد على فكرتي، أقدر أجر سلسلة من المشاعر المظلمة وأعلق هناك، أقدر أندب حظي والحياة والأقدار، أقدر ألاقي كل الأسباب والتبريرات اللي تأكد فكرتي، وأقدر ألعب هذا الدور بكل احترافية..
وعلى العكس لو اخترت "لسى أبغا أكمل" أقدر أخلق مليون شغف يخليني أصحى كل يوم، أقدر أستشعر غاية ومعنى في أيامي، أقدر أستمتع بكل لحظة، أقدر أرسم رؤية تقود حياتي، وأقدر ألعب هذا الدور بكل احترافية..
وفي نقطة المنتصف
في هذه المساحة..
أقدر أضحك على هذا التناقض،
أستوعب تجربتي البشرية على هذه الأرض،
أقبل بهذه الرقصة مع المجهول،
أختار شكل خطوتي القادمة،
وأتذكّر أنه في هذه المساحة يُخلق الإبداع..
في المرة القادمة اللي تزورك فيها أي متناقضات؛
رحّب بها "عودًا حميدًا"
وتذكّر "النقطة"
لو وصلت هنا شكرًا لك! هذه أول تدوينة..
شعوري الآن مزيج ما بين فرحة بأني كتبت وخوف لو فيه أحد راح يقرأ بس.. أعرف أني أبغا أستمر بالكتابة
ألقاك في تدوينات قادمة!
دُمتَ مبدعًا،
رنيم.
التعليقات
مشاعرنا تلتقي فأنا أيضاً سعيدة جداً لكتابتك، لشجاعتك و لكلماتك ?
مقالات أخرى

كيف أجدد طاقتي كل يوم
أهلاً بك! من أي مكان أنت وبأي حال كنت.. مر وقت طويل على آخر تدوينة ورجعت لك الآن بتدوينة جديدة تمهيدًا للعودة.. كلنا نعرف أن الحياة بطبيعتها متحركة ومتغيرة، أوقات نشعر بانسجام واتزان وأوقات يختل الميز
10/02/2025
عبّر عن نفسك!
أهلاً بك! من أي مكان أنت وبأي حال كنت.. تدوينة هذا الأسبوع خفيفة وعملية والنية منها إني أدعوك وأذكرك تسترخي، تعبّر عن نفسك بأي طريقة، وتكتشف الطرق الأقرب لك.. وحدة من الأنشطة اللي أحبها وأستمتع
19/01/2024احتفالاً وتقديرًا للدهشة..
أهلاً بك! من أي مكان أنت وبأي حال كنت.. "إذا كنا لا نولد من جديد، وإذا كنا عاجزين عن النظر مجددًا إلى الحياة ببراءة الطفولة وحماستها، فهذا يعني أن الحياة فقدت معناها." قرأت هذه العبارة في إحدى الروايا
27/12/2023
فجر الرمل